تراجع الأسهم العالمية وسط مخاوف التحفيز والتعافي الاقتصادي المتعثر

شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية الكبرى انخفاضًا ملحوظًا عند افتتاح التداولات يوم أمس، حيث أثارت الزيادة المفاجئة في طلبات إعانات البطالة الأسبوعية مخاوف بشأن تباطؤ وتيرة التعافي في سوق العمل، وذلك في ظل استمرار المحادثات المعقدة بشأن حزمة تحفيز اقتصادي جديدة تهدف إلى دعم الاقتصاد المتعثر.
ووفقًا لـ "رويترز"، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 114.73 نقطة، أي ما يعادل 0.38%، ليصل إلى مستوى 39954.08 نقطة. كما انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بمقدار 19.11 نقطة، أو 0.52%، مسجلًا 3653.71 نقطة. وشهد مؤشر ناسداك المجمع انخفاضًا بنحو 98.80 نقطة، أو 0.80%، ليصل إلى 12240.15 نقطة.
وفي سياق متصل، تراجعت الأسهم في منطقة اليورو إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين خلال تعاملات يوم أمس، متأثرة بشكل خاص بانخفاض أسهم البنوك، وذلك بعد أن توقع البنك المركزي الأوروبي انتعاشًا أكثر بطئًا للنمو الاقتصادي في العام المقبل، على الرغم من إقراره حزمة إضافية من إجراءات التحفيز النقدي لدعم اقتصاد المنطقة الذي يعاني من تداعيات جائحة كوفيد-19.
وقد انخفض كل من مؤشر منطقة اليورو ومؤشر داكس الألماني بنسبة تصل إلى 1% في بداية التعاملات قبل أن يقلصا بعضًا من خسائرهما، ليغلقا في نهاية المطاف على انخفاض بنسبة 0.2% و0.3% على التوالي. وفي المقابل، ارتفعت أسهم شركات النفط مدفوعة بالصعود القوي في أسعار النفط الخام.
وأغلق مؤشر أسهم البنوك في منطقة اليورو على انخفاض بنسبة 2.1% على الرغم من قرار البنك المركزي الأوروبي بتوفير المزيد من السيولة الرخيصة للبنوك بهدف دعم الإقراض وتنشيط الاقتصاد.
وتصدر مؤشر إبكس الإسباني، الذي يضم حصة كبيرة من أسهم البنوك، قائمة المؤشرات الأكثر تراجعًا في المنطقة، حيث انخفض بنسبة 0.6%.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد أقر زيادة حجم برنامج شراء السندات الطارئ بمقدار 500 مليار يورو، وهو ما يتماشى مع توقعات السوق، وقام بتمديد العمل بالبرنامج لمدة تسعة أشهر إضافية حتى شهر آذار (مارس) من عام 2022.
وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.4%. وفي المقابل، أغلق مؤشر الأسهم القيادية في لندن فاينانشيال تايمز 100، والذي يضم شركات نفط وسلع أولية، مرتفعًا بنسبة 0.5%، مدعومًا بتراجع قيمة الجنيه الإسترليني وسط حالة من الغموض تكتنف اتفاق التجارة لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وفي الأسواق الآسيوية، أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض خلال تعاملات يوم أمس، حيث ألقت أزمة "بريكست" والتوترات السياسية بشأن حزمة التحفيز المالي في الولايات المتحدة بظلالها القاتمة على معنويات المستثمرين في جميع أنحاء العالم. وفي المقابل، قفز سهم مجموعة سوفت بنك ذو الوزن الثقيل في السوق إلى أعلى مستوى له في أكثر من 20 عامًا، وذلك بفضل الإدراج الناجح لشركة "دور داش".
وارتفع سهم "سوفت بنك" بنحو 11% بعدما حققت شركة التكنولوجيا العملاقة مكاسب كبيرة بلغت 11.2 مليار دولار في قيمة حصتها في شركة دور داش، وذلك عقب الطرح الأولي الناجح لسهم تطبيق توصيل الطعام الأمريكي في السوق يوم أمس الأول.
وهبط مؤشر نيكاي القياسي بنسبة 0.23% ليصل إلى 26756.24 نقطة، متراجعًا عن أعلى مستوى له في 29 عامًا ونصف والذي سجله في الجلسة السابقة، ومسجلًا انخفاضًا للجلسة الرابعة في خمس جلسات. كما انخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 0.18% ليصل إلى 1776.21 نقطة.
وكان المشرعون الأمريكيون قد وافقوا على مشروع قانون مؤقت لتمويل الحكومة يوم أمس الأول، لكنهم لم يتمكنوا من تذليل الخلافات العميقة فيما يتعلق بالمساعدات المقدمة لحكومات الولايات والحكومات المحلية، وهو الأمر الذي يعيق إقرار حزمة إنفاق أوسع نطاقًا تهدف إلى تعزيز التعافي الاقتصادي.
ومن بين الأسهم الأسوأ أداءً ضمن 30 سهمًا أساسيًا على مؤشر توبكس، كان سهم "دايكين إندستريز" الذي تراجع بنسبة 3.9%، يليه سهم "كاو كورب" الذي خسر 2.73%.
وعلى الجانب الآخر، تصدر سهم مجموعة سوفت بنك قائمة الأسهم التي حققت أعلى المكاسب، حيث صعد بنسبة 10.91%، يليه سهم "سيفن آند آي هولدنجز" الذي ارتفع بنسبة 2.85%.